غموض نجم الشعرى Sirius (الجزء الثاني)


في علم الفلك الصيني والياباني، يعرف سيريوس بأنه "نجم الذئب السماوي". وقد أشارت عدة قبائل من السكان الأصليين لأمريكا الشمالية لسيريوس بأوصاف لها علاقة بالكلاب: من قبائل التوهونو أودهام وقبائل سيري في الجنوب الغربي وصفت سيريوس بأنه "الكلب الذي يتبع الخراف" في حين ان البلاكفوت (هنود حمر) دعوا سيريوس "وجه الكلب". 

قبائل شيروكي جمعوا سيريوس مع انتاريس و سموه "الكلب" و يقولون بأنه حارس "مسار الارواح". قبيلة الكلب في ولاية نبراسكا سمته "نجم الذئب"، بينما الفروع الأخرى من القبيلة تسميه " نجم ابن آوى". الاسكيمو في ألاسكا يسمونه "كلب القمر."

في عام 1971، نشر الكاتب الأمريكي روبرت تمبل كتابا مثيرا للجدل بعنوان سر سيريوس، والتي ادعى فيها أن دوغون (قبيلة أفريقية قديمة من مالي) تعرف تفاصيل حول سيريوس يستحيل معرفتها دون تلسكوب. ووفقا له، فهم الدوغون طبيعة ثنائية سيريوس، الذي يتكون في الواقع من نجمين هما "سيريوس أ" و "سيريوس ب" وهذا ما أدى بروبرت تمبل إلى الاعتقاد بأن الدوغون كانت لهم اتصالات "مباشرة" مع كائنات من سيريوس.

في حين أن البعض يقول "لا يمكن أن يكون هناك اتصال مع سيريوس" إلا أن عددا كبيرا من الجمعيات السرية (التي ضمت تاريخيا في صفوفها بعضا من الأشخاص الأكثر نفوذا في العالم)و بعض الأنظمة العقائدية ينصون على وجود اتصالات ما بين سيريوس والإنسانية.

حسب اساطير الدوغون ، ولدت البشرية من Nommo، و هم جنس من البرمائيات الذين كانوا سكان كوكب يدور حول سيريوس. هذه المخلوقات حسب معتقداتهم نزلت من السماء "في مركبة ترافقها النار والرعد"و احضرت معها معرفة كبيرة و علوما وافية للبشر. وأدى هذا بتمبل لتأسيس نظرية أن Nommos كانوا فضائيين من سكان سيريوس، سافروا إلى الأرض في وقت ما في الماضي البعيد ليعلموا الحضارات القديمة (مثل المصريين و الدوغون) حول نظام النجوم، سيريوس، وحتى حول نظامنا الشمسي. هذه الحضارات قامت في ما بعد باحتواء علوم Nommos في اديانهم و توارثها من بعدهم دون فهم مما اضفى عليها طابع الغموض.



نظام الدوغون الميثولوجي مشابه بدرجة كبيرة لعدة حضارات أخرى مثل السومريين والمصريين وبني اسرائيل والبابليين، فكلها تطابق القصة التوراتية حول "المعلم العظيم الذي يأتي من السماء."

حسب كل حضارة، تعددت اسماء هذا المعلم العظيم : اينوش، تحوت، هرمس... و لكن دوره واحد، تلقين العلوم الفلكية المتطورة للبشرية. في التقاليد الغامضة، يعتقد أن تحوت-هيرميس علم الناس في اطلانتس، والتي وفقا للأسطورة، سوف تصبح الحضارة الأكثر تقدما في العالم قبل أن تغرق القارة بأكملها من جراء الطوفان العظيم (الطوفان وقع ذكره في عديد الحضارات التي لا تحصى و لا تعد باختلافات بسيطة و لقد عرّجت على ذلك في موضوع عظيم البشرية).

الناجون من اطلانتس سافروا بحرا إلى العديد من البلدان، بما في ذلك مصر، حيث نقلوا للناس معرفتهم المتقدمة. ويعتقد البعض أن التشابه الغير مفسر بين الحضارات البعيدة (مثل المايا والمصريين) يمكن تفسيره عن طريق الاتصال المشترك مع اطلانتس.
تحوت- هرمس هل هو ما يعادل Nommos لدى الدوغون، و الذي يعتقدون انهم قدموا من سيريوس؟

النصوص القديمة المتعلقة بهيرميس وصفته كمعلم أسرار "جاء من النجوم." وعلاوة على ذلك، كان تحوت-هيرميس على اتصال مباشر مع سيريوس في الأساطير المصرية.

تفسير الأساطير القديمة للحضارات ليس علما دقيقا و تلك الصلات من الصعب جدا إثباتها. ومع ذلك، فإن الارتباط الرمزي بين سيريوس والمعرفة الغامضة ظهر على مر التاريخ، وتواصل بشكل مستمر عبر العصور. في الواقع، الايمان بهذا الأمر في أيامنا هذه من قبل البعض هو نفسه من الاف السنين.

الجمعيات السرية الحديثة مثل الماسونيين، و الصليب الوردي والفجر الذهبي (التي تعتبر هرمسية نظرا إلى انها تستند على تعاليم هرمس)، تولي أهمية كبيرة لسيريوس. نظرة صغيرة لتعاليمهم تقدم لمحة عامة عن العلاقة العميقة بين سيريوس والفلسفة الغامضة.
الادعاء بأن سيريوس "مهم" للجمعيات الهرمسية يبخسه حقه. 

نجم الكلب هو الأساس و محور التعاليم والرموز لدى الجمعيات السرية. والدليل القاطع: العديد من الجمعيات السرية لا تزال تحمل اسم النجم.

إقرأ ايضاً:

غموض نجم الشعرى Sirius (الجزء الأول)

غموض نجم الشعرى Sirius (الجزء الثاني) غموض نجم الشعرى Sirius (الجزء الثاني) Reviewed by غير معرف on 2:14 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.